النساء الغامبيات يواجهن تهديد الختان بطلب اللجوء إلى دول أخرى
أصبح الخوف من ختان النساء سببا للجوء غامبيات إلى بريطانيا، غير أن نشطاء يقولون إن السلطات رفضت طلبات مئات السيدات. وتحدثت سو لويد-روبرتس، من برنامج (نيوزنايت) لبي بي سي، مع اثنتين من السيدات من غامبيا رفضت طلباتهما، وسافرت إلى بلدهما لدراسة حالتهما على الأرض.
كانت فاطمة، وهي أم تبلغ من العمر حاليا 23 عاما من غامبيا، في العاشرة من عمرها عندما جرى اصطحابها مع نحو 200 طفلة أخرى في المرحلة الابتدائية لإجراء عملية ختان لها.
وقالت “امسكت بي سيدتان ثم قمن بعملية الختان مرة واحدة، وبعدها انقطعت إلى البكاء طوال اليوم مع الاحساس بالألم، أنه شعور يفوق الشعور بألم الولادة ويتعين أن تعيش به طوال حياتك.”
وتسعى فاطمة إلى اللجوء إلى بريطانيا لإنقاذ ابنتها، المولودة في بريطانيا، والبالغة من العمر ثلاث سنوات من الختان.
وقالت فاطمة إن رب الأسرة إمام مسجد، “لذا لا يوجد احتمال للإفلات، إن عدنا إلى غامبيا ستتعرض للختان.”
ويعرف تهديد الختان كمبرر لطلب اللجوء في بريطانيا. بيد أن مصلحة الهجرة والجوازات البريطانية رفضت طلب فاطمة، وبعد ثلاث سنوات استنفدت عمليات الطلب ويمكن ترحيلها هي وابنتها في أي يوم.
سافرت إلى غامبيا في مسعى للتحقق من قدر صدق ما ترويه فاطمة، وسافرت بالسيارة من جنوب شرق البلاد من العاصمة بانجول إلى قريتها سوم.
سافرت بصحبة آمي بوجانغ من منظمة (غامكوتراب)، وهي منظمة محلية غير حكومية تكافح ختان النساء. وقالت لي أثناء رحلتنا إنهم نجحوا في إقناع نحو ثلث المجتمعات في غامبيا بالعزوف عن ممارسة عملية الختان.
بيد أنها قالت إنه نظرا لعدم توافر الموارد يعجزون عن الوصول إلى الكثير من المناطق بما فيها قرية فاطمة.
ووافق كبير قرية سوم على اجتماع تتحدث فيه بوجانغ إلى أهل القرية بشأن المشاكل الصحية المصاحبة لعملية الختان: فالأطفال يموتون نتيجة النزيف والعدوى، والوفاة أثناء الولادة.
واستمعن للبداية المتألقة لبوجيانغ التي قالت إن الأمر سيستغرق سنوات حتى يتعود الناس على ترك هذه الممارسات الراسخة بعمق.
ولا يمثل الختان في حد ذاته عادة تتناقلها الأجيال فحسب، بل يوفر فرصة عمل لأجيال من السيدات أيضا. فغامبيا لديها الالاف من الخاتنات، وهن يتوارثن المهنة من قريبات متمرسات في المهنة.
وأخذتني بوجيانغ إلى بلدة جانجانبوريه على الضفة الشمالية لنهر غامبيا لمقابلة الكثير منهن.
وقالت أجا بابونج سيدبا “نفخر بمهنتنا، نحن نختن الفتيات ثم نقوم بإجراء عملية خياطة لمنع الرجال من الاعتداء عليهن، ثم يأتين لنا قبل يوم الزفاف مرة أخرى حيث نقوم باجراء فتحة تتيح المعاشرة الجنسية (بعد الزواج)”.
وقالت إنها لم تعد تمارس مهنة الخاتنة، والفضل في ذلك يرجع إلى منحة بقيمة 100 جنيه استرليني حصلت عليها من منظمة
(غامكوتراب) استثمرتها في مشروع للخبازة.
وعودة إلى غرب لندن، ألتقيت بسيدة غامبية في الأربعين من عمرها فرت إلى بريطانيا في مسعى للكف عن ممارسة دورها المتوارث كخاتنة.
وقالت ميامونا جاو إنه بعد وفاة جدتها، التي كانت تعمل في مهنة الختان، بدأت والدتها تدربها على امتهان مهنة الأسرة في السادسة عشرة.
وطلب منها يوما ما أن تعصب عينيها اثناء عملية ختان تجريها جدتها لابنة في الخامسة من عمرها.
وقالت “كانت تصرخ وتنادي على أمها، لكن أمها كانت تمسك ساقيها ولا تفعل لها الأم شيئا، اندهشت لما حدث وأدمعت عيناي وقلت في نفسي لن أفعل ذلك مهما حدث.”
وقالت جاو إنها احتفظت بقرارها سرا خشية العواقب التي قد تحدث إذا ما اكتشف أحدهم الأمر. وكشفت لي عن فروق بين أسنانها نتيجة ضرب تعرضت له على يد مجموعة من المسنات عندما علمن بأنها لا ترغب في المهنة.
وتزعم جاو أنها لو عادت سيقتلونها. فعندما زرت منزل أسرتها في قرية ويلينغارا، كانت لدى أختها نفس النظرة القاتمة إن عادت ورفضت ممارسة دور الخاتنة.
وقالت كومبيه جاو “لدينا عادتنا الخاصة في كل مكان يضم ذوي البشرة السوداء، فإن لم تمتثل فسوف يحدث مكروه لك.”
وقالت فاطمة “لن أكون في أمان لان غامبيا بلد صغير جدا وسيعرفون من أي قبيلة أتيت منها، وربما وصفوني بالعاهرة، لأن المرأة التي تعيش بمفردها ينظر إليها على أنها امرأة سيئة السمعة. لن أكون جزءا من المجتمع، سيكون من الصعب أن تتزوج ابنتي.”
وقالت جاو “غامبيا بلد صغير للغاية. لا يوجد مكان يمكنك العيش فيه في غامبيا لا يتتبعك فيه أحد.”
وعندما طلب برنامج (نيوزنايت) من وزارة الداخلية التعقيب على التقرير، قال متحدث باسم الحكومة “بريطانيا لديها سجل مشرف بشأن توفير الحماية لمن هم في أمس الحاجة لذلك، وكل طلب للجوء يدرس بعين الاعتبار. يمثل ختان الفتيات انتهاكا للطفولة ولا يوجد مكان له في مجتمعنا. نحن نعمل على نحو وثيق مع وكالات متميزة للمساعدة في حماية النساء والفتيات من أن يصبحن ضحايا.”
وأضاف المتحدث، “ندعم أيضا المنظمات الدولية التي تعمل في مكافحة ختان النساء، بما في ذلك تمويل برنامج الأمم المتحدة العامل في غامبيا منذ عام 2009. نبعث برسالة قوية، إن هذه الممارسات غير قانونية ولا يمكن تحملها.”
أصبح الخوف من ختان النساء سببا للجوء غامبيات إلى بريطانيا، غير أن نشطاء يقولون إن السلطات رفضت طلبات مئات السيدات. وتحدثت سو لويد-روبرتس، من برنامج (نيوزنايت) لبي بي سي، مع اثنتين من السيدات من غامبيا رفضت طلباتهما، وسافرت إلى بلدهما لدراسة حالتهما على الأرض.
كانت فاطمة، وهي أم تبلغ من العمر حاليا 23 عاما من غامبيا، في العاشرة من عمرها عندما جرى اصطحابها مع نحو 200 طفلة أخرى في المرحلة الابتدائية لإجراء عملية ختان لها.
وقالت “امسكت بي سيدتان ثم قمن بعملية الختان مرة واحدة، وبعدها انقطعت إلى البكاء طوال اليوم مع الاحساس بالألم، أنه شعور يفوق الشعور بألم الولادة ويتعين أن تعيش به طوال حياتك.”
وتسعى فاطمة إلى اللجوء إلى بريطانيا لإنقاذ ابنتها، المولودة في بريطانيا، والبالغة من العمر ثلاث سنوات من الختان.
وقالت فاطمة إن رب الأسرة إمام مسجد، “لذا لا يوجد احتمال للإفلات، إن عدنا إلى غامبيا ستتعرض للختان.”
ويعرف تهديد الختان كمبرر لطلب اللجوء في بريطانيا. بيد أن مصلحة الهجرة والجوازات البريطانية رفضت طلب فاطمة، وبعد ثلاث سنوات استنفدت عمليات الطلب ويمكن ترحيلها هي وابنتها في أي يوم.
سافرت إلى غامبيا في مسعى للتحقق من قدر صدق ما ترويه فاطمة، وسافرت بالسيارة من جنوب شرق البلاد من العاصمة بانجول إلى قريتها سوم.
سافرت بصحبة آمي بوجانغ من منظمة (غامكوتراب)، وهي منظمة محلية غير حكومية تكافح ختان النساء. وقالت لي أثناء رحلتنا إنهم نجحوا في إقناع نحو ثلث المجتمعات في غامبيا بالعزوف عن ممارسة عملية الختان.
بيد أنها قالت إنه نظرا لعدم توافر الموارد يعجزون عن الوصول إلى الكثير من المناطق بما فيها قرية فاطمة.
مضاعفات صحية
وجدنا والدة فاطمة في مقر الأسرة، ورحبت بنا وقالت “إن عادت فاطمة، فإن ابنتها ستتعرض للختان. وإن لم تعد، فسوف يشير إليها أي شخص وسينعتها بعدم الطهارة.”ووافق كبير قرية سوم على اجتماع تتحدث فيه بوجانغ إلى أهل القرية بشأن المشاكل الصحية المصاحبة لعملية الختان: فالأطفال يموتون نتيجة النزيف والعدوى، والوفاة أثناء الولادة.
واستمعن للبداية المتألقة لبوجيانغ التي قالت إن الأمر سيستغرق سنوات حتى يتعود الناس على ترك هذه الممارسات الراسخة بعمق.
ولا يمثل الختان في حد ذاته عادة تتناقلها الأجيال فحسب، بل يوفر فرصة عمل لأجيال من السيدات أيضا. فغامبيا لديها الالاف من الخاتنات، وهن يتوارثن المهنة من قريبات متمرسات في المهنة.
وأخذتني بوجيانغ إلى بلدة جانجانبوريه على الضفة الشمالية لنهر غامبيا لمقابلة الكثير منهن.
وقالت أجا بابونج سيدبا “نفخر بمهنتنا، نحن نختن الفتيات ثم نقوم بإجراء عملية خياطة لمنع الرجال من الاعتداء عليهن، ثم يأتين لنا قبل يوم الزفاف مرة أخرى حيث نقوم باجراء فتحة تتيح المعاشرة الجنسية (بعد الزواج)”.
مهنة مربحة
تقول الخاتنات إنهن يتمتعن بإحترام بالغ نظرا لدورهن الذي يقمن به، كما انهن يحصلن على أجر كريم، وقالت إحداهن “أتقاضى جنيهين استرلينيين كأجر لختان الطفلة الواحدة إلى جانب كيس من الأرز وكسوة.”وقالت إنها لم تعد تمارس مهنة الخاتنة، والفضل في ذلك يرجع إلى منحة بقيمة 100 جنيه استرليني حصلت عليها من منظمة
(غامكوتراب) استثمرتها في مشروع للخبازة.
وعودة إلى غرب لندن، ألتقيت بسيدة غامبية في الأربعين من عمرها فرت إلى بريطانيا في مسعى للكف عن ممارسة دورها المتوارث كخاتنة.
وقالت ميامونا جاو إنه بعد وفاة جدتها، التي كانت تعمل في مهنة الختان، بدأت والدتها تدربها على امتهان مهنة الأسرة في السادسة عشرة.
وطلب منها يوما ما أن تعصب عينيها اثناء عملية ختان تجريها جدتها لابنة في الخامسة من عمرها.
وقالت “كانت تصرخ وتنادي على أمها، لكن أمها كانت تمسك ساقيها ولا تفعل لها الأم شيئا، اندهشت لما حدث وأدمعت عيناي وقلت في نفسي لن أفعل ذلك مهما حدث.”
وقالت جاو إنها احتفظت بقرارها سرا خشية العواقب التي قد تحدث إذا ما اكتشف أحدهم الأمر. وكشفت لي عن فروق بين أسنانها نتيجة ضرب تعرضت له على يد مجموعة من المسنات عندما علمن بأنها لا ترغب في المهنة.
الخوف من الانتقام
بعد وقت قصير سافرت إلى بريطانيا لحضور زفاف أخيها وقدمت طلب اللجوء هناك، لكن مثلما حدث مع فاطمة قوبل الطلب بالرفض من جانب مصلحة الهجرة والجوازات البريطانية ومن المقرر عودتها الى غامبيا.وتزعم جاو أنها لو عادت سيقتلونها. فعندما زرت منزل أسرتها في قرية ويلينغارا، كانت لدى أختها نفس النظرة القاتمة إن عادت ورفضت ممارسة دور الخاتنة.
وقالت كومبيه جاو “لدينا عادتنا الخاصة في كل مكان يضم ذوي البشرة السوداء، فإن لم تمتثل فسوف يحدث مكروه لك.”
روابط قبلية
قالت مصلحة الهجرة والجوازات لكل من فاطمة و جاو إنه ينبغي عليهما العودة إلى غامبيا وتغير سكنهما ببساطة، لكنهما قالتا إن مثل هذا الإجراء يبرز عدم تفهم طبيعة بلد تسود فيه القبلية.وقالت فاطمة “لن أكون في أمان لان غامبيا بلد صغير جدا وسيعرفون من أي قبيلة أتيت منها، وربما وصفوني بالعاهرة، لأن المرأة التي تعيش بمفردها ينظر إليها على أنها امرأة سيئة السمعة. لن أكون جزءا من المجتمع، سيكون من الصعب أن تتزوج ابنتي.”
وقالت جاو “غامبيا بلد صغير للغاية. لا يوجد مكان يمكنك العيش فيه في غامبيا لا يتتبعك فيه أحد.”
وعندما طلب برنامج (نيوزنايت) من وزارة الداخلية التعقيب على التقرير، قال متحدث باسم الحكومة “بريطانيا لديها سجل مشرف بشأن توفير الحماية لمن هم في أمس الحاجة لذلك، وكل طلب للجوء يدرس بعين الاعتبار. يمثل ختان الفتيات انتهاكا للطفولة ولا يوجد مكان له في مجتمعنا. نحن نعمل على نحو وثيق مع وكالات متميزة للمساعدة في حماية النساء والفتيات من أن يصبحن ضحايا.”
وأضاف المتحدث، “ندعم أيضا المنظمات الدولية التي تعمل في مكافحة ختان النساء، بما في ذلك تمويل برنامج الأمم المتحدة العامل في غامبيا منذ عام 2009. نبعث برسالة قوية، إن هذه الممارسات غير قانونية ولا يمكن تحملها.”
شاركنا برأيك بوضع بصمتك معنا | التعليق مسموح للزوار