التربية القرآنية للأبناء

 

(ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)


القرآن هو الرسالة الالهية الخالدة، ومستودع الفكر والوعى ومنهج الاستقامة والهداية. ومقياس النقاء والاصالة.
إن تعليم الطفل والناشىء القرآن يعمل على بناء شخصيته بناءً ايمانياً، ويربي في نفسه قيم الأخلاق والسلوك المستقيم. ويشكّل شخصيته وطريقة تفكيره تشكيلاً يتّسم بالنقاء والأصالة. كما يمنحه الفصاحة، وحسن النطق، وسلامة المنطق ويزوّده بالوعي والمعرفة.وضمن تخطيط معاد للإسلام ولحضارته أُبعد تدريس القرآن من المدارس الحكومية في معظم البلدان الاسلامية إلا بشكل بدائي ومحدود في بعضها، لتنشأ الاجيال وهي تجهل قيمة القرآن، وتعيش بعيدة عن الارتباط به، والالتزام بمنهجه. حتى غدا المتعلم المسلم لايحسن قراءة القرآن، ولايشعر بالارتباط الروحي والنفسي والفكري به حتى بعد اكمال دراسته الجامعية، ناهيك عن فهمه، واستيعاب محتواه والتعبد به.ان مسؤولية الاباء تلزمهم بضرورة تعليم أبنائهم لكتاب الله، وتحبيب تلاوته، وتقديسه في نفوسهم.ومما يسهل مشروع تعليم القرآن هو تطور الوسائل التعليمية كجهاز التسجيل والفيديو والتلفزيون...الخ.ووجود القرآن مرتلاً ومجوداً على السن القرّاء المختصين يساعد الاباء على تعليم قراءة القرآن وتحفيظه للابناء بشكل سليم ومتقن.ان مراحل تعليم القرآن ينبغي أن تبدأ من حين شروع الطفل بالنطق، فانها مرحلة الحفظ والتلقي والتفاعل النفسي مع المعرفة. فيحفّظ آيات قصار من القرآن، ويشجع على حفظها بالثناء عليه، وتقديم الهدية التي تناسب سنه واهتماماته، لاسيما تلك الهدايا القابلة للحفظ. فتبقى كذكرى وهدية محببة اليه.فإهداء مصحف أنيق الطباعة والاخراج له يزيد من اهتمامه، ويشعره بحب أبويه له، وعنايتهم بكتاب الله، وتعليمه.ان تعليم القرآن حفظاً وقراءة وترتيلاً يجب أن يحظى بعناية خاصة في المدارس ومؤسسات التربية والتعليم. 

فتكون له حصص وافرة في الجدول المدرسي، واهتمام بالغ في تدريسه وبيان محتواه على ضوء حاجة الإنسان ومشاكله المعاصرة.كما ينبغي أن نؤسس الجمعيات والمدارس وحلقات الدرس الخاصة بتعليم القرآن وحفظه وتفسيره.


ان الجيل الذي ينشأ في أحضان بيئة اجتماعية تعتني بالقرآن، وترتبط به، يكتسب منها هذا الاهتمام والارتباط النفسي والفكري.إن اكتشاف مواهب الناشئين في الحفظ أو الترتيل وتنميتها وتشجيعها باقامة المسابقات والندوات والمؤتمرات القرآنية وتكريم الحفاظ والقرّاء يشكل جزئاً مهماً من مشروع اعداد جيل من حفاظ القرآن وقرّائه.ولكي ترتبط الامة بكل عناصر الارتباط ومحفزاته بكتاب الله نجد الرسول الكريم محمداً (صلى الله عليه وآله) قام باعداد جيل من الحفاظ والقرّاء.و هناك كثير من التوجيهات النبوية التي تدعو المسلم وتحفزه على التسابق على حفظ القرآن وقراءته أوتيسيرهما للاخرين. من ذلك قوله (صلى الله عليه وآله) :
(الحافظ للقران العامل به مع السفرة الكرام البررة).

 
ويوضح الرسول الكريم أهمية تنشئة الجيل على حفظ القرآن وتأثيره في سلوكه وشخصيته فيقول:(من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه، وجعله الله عزوجل مع السفرة الكرام البررة...) ونقرأ حث النبي (صلى الله عليه وآله) الاباء على تعليم أبنائهم قراءة القرآن وبيان أجرهم عند الله سبحانه على ذلك ليكون دافعاً وحافزاً لهم على ذلك.
فقد روي عنه قوله صلى الله عليه وآله:(... ومن علّمه القرآن دعي بالأبوين فكسيا حلتين تضيء من نورهما وجوه أهل الجنة).
وعلى النهج النبوي تأتي دعوة أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لتعلم القرآن والعناية به.
فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام)قوله:(ينبغي للمؤمن أن لايموت حتى يتعلم القرآن، أو يكون في تعليمه).
من ذلك كله نخلص الى أهمية تعليم الأجيال الناشئة كتاب الله وتربيتها تربية قرآنية ليبنى جيل قرآني بعيد عن الانحراف والخرافة والبدع والمادية الجاهلية،يحمل خصائص جيل الدعوة النبوية وروحه ووعيه.

هذا الموضوع كتبته يوم 09‏/11‏/2012 ضمن تصنيف فأن اصبت فمن الله وحده و ان اخطات فمن نفسي و الشيطان . يمكنك نقل اي موضوع من المدونة بشرط ذكر المصدر و ذكر رابط الموضوع الاصلي للاتصال او الاستفسار عن اي موضوع من هنا .

شاركنا برأيك بوضع بصمتك معنا | التعليق مسموح للزوار

توب خبر » المرأة